الأسرة والمجتمع

الأطفال .. وخطر وجود الأدوية بالمنزل

 

الأطفال .. وخطر وجود الأدوية بالمنزل

 

ليس ثمة شك في ان الآباء يفعلون اقصى ما في وسعهم لحماية اطفالهم وإبعاد كل انواع الأذى والضرر عنهم.
ولكن، رغم كل التدابير التى نتخذها الى ابقاء بيوتنا آمنة، إلا ان التسمم العرضي للأطفال نتيجة لتناول الادوية،
هو احدى المشاكل الشائعة التي تواجه العديد من الآباء المكروبين.

التسمم هو مشكلة صحية عامة يعانى منها العالم بأسره. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، توفي
حوالي 350 ألف شخص في عام 2002 في جميع أنحاء العالم جراء التسمم غير المقصود. كما أثبتت
نتائج البحوث المستخلصه من دراسات عدة، في مختلف البلدان بما فيها الولايات المتحدة، المملكه
المتحدة، والمملكة العربية السعودية والأردن، ان الحالات الاكثر شيوعا التي تأتي الى قسم الطوارئ
هي نتيجة لتسمم عرضي بسبب ابتلاع الادوية والعقاقير.

معظم الحالات كانت بين الاطفال الذين تتراوح اعمارهم بين سنة 1 و6 سنوات، والصبيان أكثر من البنات. ومن اجل
التعامل مع مشكلة التسمم، تم انشاء مراكز متخصصة للتسمم في المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، الاردن، سوريا ومصر، فمراكز التسمم هذه، هي وحدات متخصصة تعمل على توفير المعلومات وتساعد على الوقاية من التسمم وتشخيصه.

مضاعفات التسمم بالعقاقير 

الادوية التي لم تبعد عن متناول يد الأطفال، يمكن ان تكون خطرا حقيقيا عليهم، وأحيانا تودي الى الوفاة وفقا لنوع العقار، والكمية المأخوذة والوقت الذي يستغرقه الآباء للسعى الى الحصول على مساعدة طارئة. قد يشعر الطفل بالغثيان، مع
القيء والإسهال، وفي الحالات الاكثر حدة قد يفقد الطفل وعيه.

يمكن ان يؤدى ابتلاع العقارات الى مضاعفات خطيرة مثل السكتة القلبية او فشل الجهاز التنفسي، الكبد او الكليتين،
أو اتلاف خلايا الدماغ.

تسمم الاطفال العرضي
لماذا تكثر ظاهرة التسمم العرضي عند الاطفال؟ تقول الدكتورة مريم ستوبارد اخصائية طب الأطفال وخبيرة نمو الاطفال الشهيرة “أن الاطفال الذين تتراوح اعمارهم بين السنة الاولى حتى سن الخامسة هم الاكثر عرضة للتسمم العرضي
لأنهم شغوفون بحب الاستطلاع بطبيعة حالهم ويحاولون تذوق كل ما يجدونه. كما انهم تعلموا كيفية تسلق وفتح الدواليب”، والاطفال الاكثر تصميما يمكنهم فتح علب العقاقير التى بها صمام امان.

ولسوء الحظ، اذا القينا نظرة سريعة من حولنا، من الممكن أن نجد ادوية في كل مكان بما فيها:

– صالة الجلوس، وعلى سبيل المثال على طاولة تناول الطعام، وبجانب التلفزيون، او على الأرفف

– المطبخ، وعلى سبيل المثال في الدولاب حيث نخزن غذاءنا، او على سطح دواليب المطبخ

– غرفة النوم، على سبيل المثال أو على طاولة التزيين، او على الدواليب بجانب السرير.

– في الحمام، على سبيل المثال في دولاب الحمام

– في حقائب اليد او جيوب السترة.

عادة ما نضع الادوية قريبة منا، وذلك لنتذكر ان نأخذها فى موعدها، لكننا نميل الى نسيان ان اطفالنا لا يفهمون
ضرر هذه الادوية، كما يفعل البالغون.

بخلاف وجود العقاقير والدواء في متناول اليد، هنالك اسباب اخري تجعلها جاذبة للأطفال، وهي تشابهها مع الحلوي،
وخاصة الاقراص التى تغطي بطبقة سكرية، والكبسولات زاهية الالوان. في بعض الاحيان يخدع الاباء اطفالهم بان الدواء
هو حلوى، حتى يأخذه الطفل.

كما اننا ننسى ان الاطفال يقلدوا ما يفعله البالغون. ماذا يمكننا ان نفعل؟ يحتاج الآباء والأمهات الى المزيد من الوعي
بشأن كيفية ابقاء الأدوية بعيدا عن أيدي وأفواه الأطفال. فلن يكون اطفالنا آمنين ما لم نفعل التدابير اللازمة لحمايتهم.
ويعنى هذا حفظ الادوية بعيدا عن متناول أيديهم<

نصائح لإبقاء الدواء بعيدا عن متناول الأطفال
وضع الأدوية في خزانة عالية، ويجب أن تكون مغلقة دائما. إذا كنت تحتاج إلى أدوية بقربك يجب وضع علب الأدوية في
حاوية محكمة الإغلاق.

تأكد أن كل حاويات الأدوية بها صمام مقاوم للأطفال. لا تبدل الحاوية الأصلية لأدويتك بحاوية أخرى. اذا كنت تهم بمغادرة المكان قبل تناول دواءك، وطفلك بجانبك، خذ الدواء معك، حتى اذا كنت تهم بالعودة بعد دقيقة واحدة، فهي وقت كاف
للطفل لبلع عدد كبير من الحبوب.

تخلص من أي دواء لا تستخدمه أو انتهت صلاحيته بعناية فائقة. وأسلم طريقة للتخلص من الأدوية هي ألقاؤها في
المرحاض. لا تخدع أطفالك بان الدواء هو حلوى. من الافضل ان يفهم طفلك ان الدواء هو دواء.

اذا كانت ادويتك تحتاج الى التبريد، فتأكد ان الثلاجة مغلقة دائما. لا تدع طفلك يلعب بحاويات الدواء الفارغة. تجنب أخذ
الأدوية امام الاطفال. حاول ترك ملصق الدواء على الحاوية، بحيث يمكنك التعرف على كل ادويتك.

الاطفال والأدوية.. ما أنت بحاجة الى معرفته
النصائح التي يقدمها مركز علوم صحة البيئة في جامعة ولاية ويان الاميركية:

–  معظم حالات التسمم تحدث عندما يكون الطفل جائعا وأنت لاه عنه.

– الحاويات المقاومة للأطفال قد لا توقف الطفل عن فتحها.

– معظم الاطفال بعمر اكبر من سنتين يمكنهم التسلق والوصول الى الاماكن التي تعتقد انها آمنة.

– 90 من حالات التسمم تحدث في المنزل، و75 من حالات التسمم عرضية، وتحدث في الغالب للاطفال الذين تتراوح
اعمارهم بين 6 أشهر و 5 سنوات.

– المناطق في منزلك وحوله، يمكن ان تكون خطيرة عندما يتعلق الامر بتسمم الادوية العرضي عند الاطفال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى