بالون معدة يغني عن عمليات خطيرة لإنقاص الوزن
بالون معدة يغني عن عمليات خطيرة لإنقاص الوزن
بدلاً من اللجوء إلى عمليات خطيرة للغاية لإنقاص الوزن، يقوم بالون مبتكر وهو وحيد من نوعه في العالم بهذه
المهمة، واستخدمه حتى الآن الآلاف من البشر الذين فقدوا بالفعل من أوزانهم.
وتحدث تقرير لصحيفة Mirror البريطانية، الأحد 18 أغسطس/آب 2019 عن هذا البالون، وأجرت لقاءً مع الدكتور
صموئيل ليفي مبتكر البالون الفريد، الذي يتم إدخاله إلى المعدة عن طريق البلع، والمسمى ببالونElipse.
ويأتي البالون مضغوطاً على شكل حبة دواء، وبمجرد أن يبتلعها المريض، يُضخ بها السائل مثل وضع السفينة
داخل القنينة الزجاجية، ولكن الأمر هذه المرة لأجل الحمية الغذائية.
لا حاجة لاستخدام المنظار
واستخدم حبة الدواء هذه حتى الآن أكثر من 10 آلاف شخص، فقدوا في المتوسط 13.5 كغم على مدى أربعة
أشهر، وعندها ينكمش البالون من تلقاء نفسه.
وشرح الدكتور ليفي طريقة عمل البالون، وقال إنه «يعمل عن طريق ملء تجويف المعدة وإبطاء إفراغ ما بها من
طعام، لذلك يشعر الناس بالشبع ولا يجدون صعوبة في اتباع النظام الغذائي» .
وكان هدف الدكتور ليفي إيجاد حل بديل أقل تكلفة، ولا يتطلب تدخلاً جراحياً تقليدياً في المعدة، من أجل إنقاص الوزن.
ويختلف Elipse أيضاً عن باقي بالونات المعدة الأخرى؛ إذ لا يلزم إدخالها بواسطة المنظار ولا حتى عند إزالتها، فهو أمر يتطلب تخديراً وفريقاً متخصصاً يكلف الكثير.
وربما يكون الجزء الأصعب هو ابتلاع حبة البالون التي بحجم 1.1 بوصة، مع أن الدكتور ليفي يقول إن معظم المرضى يتعاملون بشكل ممتاز بمساعدة العقاقير المضادة للغثيان والكثير من الماء.
وأشار إلى أن الكبسولة موصولة بقسطرة، «مما يتيح لنا ملء البالون بمجرد أن تُظهر الأشعة السينية أنها في المكان المناسب، ثم نفصل القسطرة ونخرجها من فم المريض» .
مضاعفات نادرة
ومن الطبيعي أن يصاب المرء بألم في المعدة وغثيان بعد العملية، مع أن هذا يتم التغلب عليه بواسطة الأدوية
المضادة للغثيان وبالنسبة لـ 97٪ من المرضى تزول الأعراض بعد بضعة أيام، أما الـ3٪ من المرضى سيئي الحظ
فيمكن إزالته لهم مرة أخرى دون جراحة.
وبحسب الطبيب، فإن المضاعفات نادرة، ولكنها تشمل الانكماش المبكر للبالون وعندها يضطر الأطباء إلى إزالته
عن طريق الجراحة.
وعلى الرغم من أن بالون Elipse يجعل المرضى يشعرون بالشبع الفعلي، يحرص الدكتور ليفي على الإشارة
إلى أن هذا مجرد جزء واحد من برنامج أكبر، يتضمن الإشراف اللازم من قبل أخصائي التغذية، وقال إن «الأمر يتعلق بوضع أسلوب حياة جديد بالكامل عندما يختفي البالون» .
ويعد بالون Elipse مناسباً لمن تتراوح أعمارهم بين 18 عاماً فما فوق، ولديهم مؤشر كتلة الجسم (BMI) يصل إلى 27 أو أكثر، وهي سمنة متوسطة فما فوقها.
ومؤشر كتلة الجسم هو وزنك بالكيلوغرام مقسوماً على طولك التربيعي، أو يمكنك استخدام برنامج موقع NHS.uk على الإنترنت لحساب كتلة جسمك.
فقدان الوزن بسبب البالون
ومن بين مستخدمي بالون Elipse، فاليريا ريبيكي دي بريتو، البالغة من العمر 42 عاماً، وقد استخدمته في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مع سيمون مونكهاوس في مستشفى سباير جاتويك بارك.
وقالت: «بعد أن أنجبت ولدي واتضح أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة، وجدت نفسي أفرط في الأكل دون أن أكون جائعة» . وتابعت: «سواء كنت قلقة أو أحتفل بتقدمه في العلاج، فإنني كنت أتناول الطعام بشراهة لأواسي نفسي» .
وتابعت: «ثم حينما حان الوقت ليذهب إلى المدرسة، كانت حالتي النفسية قد تحسنت، لكنني زدت في الوزن حوالي 20 كغم وأعاني من صعوبة السيطرة على شهيتي في تناول الطعام، كنت أعلم أنني لا أستطيع فعل ذلك بمفردي، وحين أوصاني الطبيب مونكهاوس بتركيب البالون، انبهرت» .
بلع البالون
وأردفت: «في يوم العملية، تناولت ماء مكربناً للمساعدة على دفع البالون إلى أسفل.. لقد كان ذلك أشبه بمحاولة ابتلاع قرص كبير، وقد تقيأت في محاولتي الأولى، فاضطر الطبيب إلى سحبه. لكنَّها دخلت بنجاح في المحاولة الثانية» .
وأضافت: «لقد كانت خشنة قليلاً، لكنَّها لم تكن مؤلمة (…) وظل الطبيب ممسكاً بالطرف الآخر من الأنبوب، ثم تعرَّضت للأشعة السينية، وبدأ ينفخ البالون» .
وقالت أيضاً: «شعرت السائل البارد يسير في الأنبوب، والبالون يتضخم داخل بطني. بدا الأمر غريباً، لكنَّه انتهى برمته في 15 دقيقة». وبعد ذلك «بدأت أشعر بالغثيان بوقتٍ قصير (…) وشعرت بالإعياء طوال الأيام الثلاثة الأولى، وتناولت المسكنات بسبب تقلصات المعدة» .
وأضافت فاليريا: «كان شعوراً غير مريح لكنَّه كان مُتحمَّلاً، وفقدت كيلوغرامين فوراً… ثم عدت مرةً أخرى إلى تناول الأطعمة الصلبة في الأسبوع التالي، وكنت أستعين بمتخصص تغذية رائع للتيقن من تناول الأطعمة المناسبة (…) كان ذلك أمراً بالغ الأهمية، لأنَّ البالون كان يجعلني أشعر بالشبع بسرعةٍ كبيرة» .
عادات جيدة
وأوضحت أن البالون منحها أخيراً القدرة على التحكم في تناول الطعام «بطريقةٍ لا يمكنني فعلها بقوة الإرادة وحدها (…) وكذلك بدأ يُعلمني أنني أستطيع تناول كمياتٍ أقل وأشعر بالشبع مع ذلك. كان الوزن ينخفض بشدة، وهذا ما دفعني إلى البدء في ممارسة الرياضة كذلك» .
وأضافت: «وبحلول الوقت الذي انكمش فيه البالون بعد 14 أسبوعاً، كنت قد خسرت أول 3 كيلوغرامات، وانخفض قياس ملابسي إلى 12 درجة بعدما كان يتراوح بين 16 و18 درجة (…) ومنذ ذلك الحين، واصلت تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة كل يوم، وفقدت الآن حوالي 12 كيلوغراماً، وأنا مصممة على فقدان المزيد» .
وتابعت السيدة: ‘لم يعد لدي بالونٌ داخلي، لكنَّ النظام الجديد الذي أقامه صار معتاداً (…) لطالما كنت شخصية قلقة وسلبية للغاية، لكنني الآن أشعر بالثقة والتمكين. لقد غيَّر جسدي وذهني، ولن أعود إلى ما كنت عليه سابقاً» .
سؤال وجواب
وأشار تقرير الصحيفة البريطانية إلى خمسة أشياء، قالت إنه ينبغي معرفتها عن بالون المعدة، هي:
1. ما الذي ينبغي فعله إذا لم تستطع إنزال البالون إلى أسفل؟
يمكن للطبيب استخدام سلك رفيع للمساعدة في توجيه كبسولة البالون.
ولا يحتاج إلى ذلك إلَّا 30% من الأشخاص الذين يخضعون للعملية، ولا توجد حاجة حتى الآن إلى التنظير أو التخدير.
2. هل يمكن أن تشعر بالبالون داخلك؟
يقول الطبيب ليفي إنَّك تشعر بأنَّه منتفخ، وإنَّه يشبه «تناول وجبة غداء كبيرة» .
وأضاف: «في البداية، يشعر الناس بالامتلاء الدائم، ثم يشعرون بالشبع بشكلٍ أسرع بعد بدء تناول الطعام» .
3. ما الذي يمكنك تناوله؟
ينصح متخخص التغذية باتباع نظامٍ يقتصر على السوائل لمدة يومين، ثم تناول أطعمة ليِّنة (مثل الزبادي وما إلى ذلك)، وبعد ذلك بأسبوع، يمكنك تناول الطعام الطبيعي، ولكن بكمياتٍ قليلة. فالهدف هو عدم الحصول على أكثر من 1200 سعر حرارية في اليوم.
4. كيف ينكمش البالون؟
يحتوي البالون على صمام يفتح تلقائياً ويُفرِّغه في حوالي 16 أسبوعاً (يشبه الغرز القابلة للامتصاص).
ويُشكِّل الماء أغلب السائل الموجود داخله.
5. هل تدرك خروجه من جسدك حين يخرج؟
هذا أمر متغير.
فهناك بعض الأشخاص يعرفون اللحظة التي انكمش فيها البالون، بينما لا يلاحظ آخرون سوى أنَّهم يستطيعون تناول المزيد من الطعام. وهناك حوالي 50% من الأشخاص يرون البالون في برازهم.