الخلخال يعود من جديد بمذاق عصري فريد
الخلخال يعود من جديد بمذاق عصري فريد
يبرز الخلخال اليوم كحلية تتماشى مع الأيام المشمسة وفترة الإجازات، والملاحظ أنه أصبح يرافق الفتاة العصرية ويزيّن
كاحلها حين تتبختر على الرمال الدافئة، كما ينتقل معها بنفس الإيقاع والأناقة إلى أجواء المساء والسهرات الصيفيّة.
وبهذا ينضم الخلخال إلى سلسلة الإكسسوارات والحلي، التي تدخل إلينا من بوابة التاريخ والقدم، ذلك أنه جذب المرأة
في العصور القديمة فزيّنت به كاحلها وخصصت لكل مناسبة تصميماً.
وهو أيضا الشاهد على قصص وحكايات شيّقة تناقلتها الفتيات عن الجدات، خصوصا عن مراحل التحضير للزفاف، وكيف
كان لا يكتمل العرس من دون أن يقدّم العريس لعروسه خلخالا من الذهب، وكم كانت تتباهى كل واحدة منهن بحجم
الخلخال ووزنه، الذي كان يدّل على مدى ثراء العريس، فيشكل مصدرا للغيرة والحسد بين الفتيات.
وقد بيّنت النقوش والمخطوطات التي تعود إلى عهد السومريين قبل 4500 عام، الدور الذي لعبه الخلخال في العصور
القديمة، فقد كان يحدد المستوى الاجتماعي الذي كانت تنعم به المرأة، وما وفرة الخلاخيل في قدمها آنذاك إلا دلالة على مدى ثرائها.
كما أنه راسخ في التراث المصري القديم، وتعود مكانته إلى زمن الفراعنة، حيث كانت نساء الأسرة الحاكمة يتزينّ به، كما عامة الشعب، مع اختلافات في نوعية المواد، حتى تخاطب جميع الفئات.
فالمعادن النفيسة والأحجار الكريمة كانت حكرا على الميسورات منهن، بينما كانت تصنع تصاميم العامة من الفضة أو النحاس.
أما القاسم المشترك فهو حرص معظم النساء على التزيّن به بشكل دائم لاعتقادهن بأنه يجلب الحظ السعيد، ثم عبر الخلخال إلى الإمبراطورية الفارسيّة سالكا طريق الحرير على أيدي التجار، الذين كانوا يأتون بسلعهم من الشرق البعيد، وهنا أيضا احتل الخلخال مكانة متميّزة في بلاد الحرير والبهارات المطيّبة.
وقد حيكت حوله الأساطير والقصص المثيرة، التي بيّنت مدى تأثيره على المشاعر وقدرته على أسر قلوب الرجال؛ ليصبح من القطع الأساسيّة التي تزيّن العادات والطقوس الهندية، خصوصا خلال مراسم الزفاف، فيقدمه العريس للفتاة مشغولا من الذهب الصافي فتضعه في كلتا القدمين خلال الاحتفالات.